قصيدة شعر بقلم فتحية نصر: قنبلة موقوتة

قصيدة شعر بقلم فتحية نصر: قنبلة موقوتة 

عاملتني كأني لعنة وخطيئة

كلما قُلْتُ لك بصدق، يا حياتي

كلما زِدْتُكَ حنانا ودِفْئًا ومحبَّة

أنا التي جَعَلْتُ مِنْكَ سيِّدًا لروحي.

عاملتني كأني همّاً ومصيبة

كلما قُلْتُ لك بصدق، يا عمري

وقَدَّمْتُ لك أحلى ليلة من ألف ليلة

أنا التي جَعَلْتُ مِنْكَ سيِّدًا لذاتي.

عاملتني في جَلْسَتِك، امرأة غائبة

فَمَالَ قَلْبُكَ مع الهوى لامرأة غيري

ولَمَسْتَ يدا غير يَدِي أمام عيني

أنت الذي حبك يجري في دمي.

جَعَلْتَ مني أكبر قنبلة موقوتة

 بِمُجَرَّدِ أَنْ يُكَلِّمَني أحد أو يَلْمُسَني

أَنْفَجِرُ بِصُراخٍ غاضب في أيِّ دقيقة

أنا التي جَعَلْتُ مِنْكَ سيِّدًا لزماني.

جَعَلْتَ مِنِّي، ا إمرأة حزينة ووحيدة

فَتَرَكْتَ لي الموت يراقبني، ويَنْتظِرُني

في أخبث بيت ألا وهو بيت  العَنْكَبُوت

فلم تَرْثي لِي، ولم تُبالي بِصَدْمَتي.

جَعَلْتَ مِنِّي، إمرأة حزينة ووحيدة

بعدما تَرَكْتَنِي في وسط الطريق أبكي

لست أدري كيف أحب حالة غامضة

لست أدري كيف جَعَلْتُ منك سيِّدًا لقلبي.

أنا حَقّاً لست شهرزاد، امرأة صَبُورَة

لن أُصَارِعَ من أجل حب ظَلَمَنِي

وأمشي وراء شهريار كجارية مجنونة

 وراء رجل زرع أشواكه في عَقْلي.

والآن بعد آخر لقاء، أَصْبَحْتُ امرأة خائفة

تَرَكْتَ لي اليَأْسَ، ويدك في جَوارِحِي

والآن أَقُولُ لك بِقُوَّةٍ وأنا امرأة مَجْروحَة

 اِخْرُجْ يَدَكَ المؤلمة، الجارحة من قلبي.

والان يا شهريار لهذا الزمان العجيب

أصبحت بسببك أكبر قنبلة موقوتة

 بِمُجَرَّدِ يسألونني الناس أين الحبيب

أَنْفَجِرُ ببحر من الدموع في أي ثانية.

©فتحية نصر